سمرقند.. مدينة زارها كريم عبد العزيز في الحشاشين

سمرقند، شهدت الحلقة 2 من مسلسل الحشاشين، بطولة النجم كريم عبد العزيز، الكثير من الأحداث التاريخية وقد تتطرق الحديث في أحد المشاهد لسمرقند وهى المدينة التي تعد من أقدم مدن العالم، وهو ما جعل المدينة حديث الرأي العام المصري خلال الساعات الحالية.
سمرقند، مدينة يمتد تاريخها إلى 1500 سنة قبل الميلاد، ويعني اسم المدينة بالأوزبكية “قلعة الأرض” أو “وجه الأرض” غير أنه تروى معانٍ عديدة أخرى لاسمها، منها “مدينة سمر” نسبة إلى شخصية تاريخية بهذا الاسم.
تقع مدينة سمرقند التاريخية في واحة كبيرة بوادي نهر زرافشان، شمال شرق أوزبكستان، في آسيا الوسطى، أو بلاد ما وراء النهر الذي يطلق عليه “نهر جيحون” كما كان يسميها العرب المسلمون. وتعتبر اليوم المدينة الثانية من حيث الأهمية بعد “طشقند” عاصمة دولة أوزبكستان.
تعرضت سمرقند عبر تاريخها لويلات وكوارث كان أهمها: تدمير الإسكندر لها عام 329 قبل الميلاد، وكانت تعرف وقتذاك باسم “مرقندا”. لكن الرواية العربية تقول إن الإسكندر هو الذي أنشأها، ويمكن التوفيق بين الروايات في أن الإسكندر قد احتل المدينة عدة مرات، فيمكن أن يكون قد هدمها ثم أعاد بناءها.
والمرة الثانية التي تعرضت فيها للتدمير كانت في عهد جنكيزخان عام 1220م (617 هـ). أما التدمير الثالث فكان على أيدي الأوزبك حوالي منتصف القرن الـ 15 الميلادي (التاسع الهجري). وكانت قبائل الأوزبك لم تعتنق الإسلام بعد.
وبعد فتحها، غدت سمرقند وبخارى قاعدة للفتوحات الإسلامية الأخرى ونشر الإسلام في البلاد، وعام 819 م (204 هـ) أعطى الخليفة المأمون العباسي ولاية ما وراء النهر وخاصة سمرقند لأبناء أسد بن سامان.
وعام 900 م (287 هـ) أسس إسماعيل بن أحمد الدولة السامانية، مما أتاح لما وراء النهر قرنا من الرخاء والازدهار لم تر له مثيلا إلا بعد ذلك بـ 500 عام، أيام تيمورلنك وخلفائه المباشرين. وقد ظلت سمرقند محتفظة لنفسها بالمكانة الأولى بصفتها مركز التجارة والثقافة، وخاصة في أنظار العالم الإسلامي، حتى بعد أن انتقلت القصبة إلى بخارى.
وعام 1209 م (606 هـ) حاصر جنكيز خان سمرقند بضعة أشهر، بعد أن عبر نهر سيحون في طريقه من بخارى التي دمرها تدميرا تاما. فاستسلمت سمرقند في ربيع الأول 617 هـ (1220 م) وسمح جنكيز خان لعدد من أهلها بالبقاء فيها تحت حكم وال مغولي، بعد أن نُهبت وطرد الكثير من سكانها.