ثقافة و أدب

مينا سمير يكتب: المتناقضات


ثمة أمرغريب يحدث فى تلك الأيام ألا وهو المتناقضات التى أصبحت كثيرة جدًا فى هذه الأيام، متناقضات فى الشخص ومتناقضات فى الحياة، حتى متناقضات فيما نشأنا عليه، لكن دعونا أولًا نفهم ما هى المتناقضات؟، بالبحث عن معنى المتناقضات نجد أنها ما يجمع الشيء ونقيضه فى آن واحد ولكن السؤال الأهم هل التناقض أمر مفيد أو ضار، هناك من يظن ان التناقض أمر مفيد للغاية فمثلًا نجد شخص يتعامل معك بوضوح وشفافية فى موقف وفى موقف آخر يتخذ من قوته فى موقف ما، ما يعاديك به مما يجعله يبدو كشخص غير مألوف لديك، وكأنه يضرب بالصورة التى رأيته بها عرض الحائط، وكأن لسان حاله الداخلى يقول لك عذرًا أيها الشخص الطيب لا، وجود لك فى عالمى الخاص، عالمى لا وجود فيه لمن يتسم بالوضوح والشفافية بل أنا أتودد إلى من يشبهنى فى التناقض، عذرًا أيها الشخص المتناقض، التناقض ليست صفًة محمودًة على الأطلاق بل أنت تتوهم ذلك خيالك هو من يثير حفيظتك لأخراج جانبك السيء إلى أن تجد نفسك وحيدًا فى عالمك المنشود، إذًا التناقض ليس مفيدًا على الأطلاق بل ضار.

أما عن أنواع التناقض فهى كثيرة:

1- تناقض فطرى : أى تناقض بداخل مكنونات الشخصية

2- تناقض رمزى : وهو ما يحاول الشخص إظهاره فى معظم الوقت

3- تناقض فى النشأة وهو قد يكون محاولة من الشخص للثورة على ما نشأ عليه

4- تناقض مجتمعى: وهو ما تجده فى ظواهر مجتمعية تتغير دون تبرير مما تجعل من الشخص المحافظ على ثوابته غريب الأطوار

أما عن السبب الحقيقى للتناقض فقد يكون وراء كل هذا التناقض اضطراب فى شخصية الشخص أو قد يكون ناتج من سرعة الزمن ووسائل التواصل الأجتماعى التى أصبحت وبكل أسف مصادر للتفكك الأجتماعى، وذلك عندما تجد الطفل الصغير الذى لا يزال فى طور اكتشاف العالم ممسكًا بشاشة صغيرة بين يديه متخيلًا ان هذا هو ما يحتاجه مما يجعل من هذا الطفل مصدر لجذب التناقض والمتناقضات، عزيزى الإنسان حاول ان تصبح على طبيعتك ولا تحاول ان تتقلب فى شخصيات كثيرة، فسريعًا ما يهلك الشخص الذى يحاول ان يكون ذو أوجه كثيرة ،ليتنا نتعلم ان نتسم بالشفافية والوضوح، وأعتقد خير مثال على ذلك هو عالم الطفولة، فراقب طفلًا عندما تلومه على تصرف خاطئ تجده يبكى بشدة ثم لم يمر كثيرًا من الوقت وتحاول اللهو معه تجده يضحك من قلبه وكأن شيئًا لم يكن.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى