سيكولوجية الإبداع بين المبدع والمتلقي
في ظل هذا الزخم من الاحداث اليومية وما يتخللها من تقلبات ومنعطفات يبقي المبدع المفكر هو الترمومتر الذي يقيس درجة تصاعد الاحداث وما يطرأ عليها من تغيرات ؛ في زمن تفرض فيه مسألة العلاقات والتداخلات بين الاشياء يصبح الفن هو النوع المفضل والمبدع الحقيقي هو الوحيد القادر علي مواجهه الفرد بذاته‘ واجباره علي مواجهة أفكاره ومشاعره وتناقضته مواجهة حيه مباشرة .
لذلك سوف نتناول في هذا المقال سيكولوجيه العملية الابداعية عند المبدع(الفنان) ووقعها علي المتلقي.
فالفنان من خلال بيئته وظروفه الاجتماعية ‘ الإقتصادية‘ الثقافية ‘ الشخصية ومعتقداته التي تسيطر عليه تتشكل لنا عملية التفكير الابداعي والنتاج الفني الذي يتضمن عدة عناصر قامت بتحديدها العديد من الدراسات والأبحاث الادبية ، النفسية والتربوية ومنها (الاصالة) اي الانفراد والتميز في الافكار والقدرة علي التوصل إلي افكار إبداعية قابلة للتنفيذ ،(المرونة) التي تعتمد ع تنوع الافكار و (الطلاقة) التي تعتمد علي المخزون المعرفي عند المبدع.
كما ان لعنصر الالهام دور اساسي لخلق المحفز الاساسي عند كل مبدع‘ وبالتالي يمكن ان يصل للمتلقي بعدة طرق تعتمد في اساسها علي جماليات التلقي المتوفره داخل كل عمل ابداعي سواء كانت هذة الجماليات مرئية او مسموعة او مقروءة.
فهناك دائما علاقة حيوية بين المبدع والفن ومتلقي الفن لذلك نجد معظم نظريات النقد في القرن العشرين لم تعتمد علي الاتجاه الجمالي وحده أو الاتجاه الاخلاقي وحده بل اصبحت النظرة للعمل الفني أكثر شمولا تجمع بين الاتجاهين (الجمالي و الأخلاقي) ولذلك إذا أرجعنا كلا منهما إلي أصل عام أكثر اتساعًا هو الأصل( النفسي) نجد انه يقودنا في نهاية المطاف لسيكولوجية العمل الفني ككل.
وبالتالي نجد ان سيكولوجيا الابداع دائما تتأرجح بين قطبي عملية الاتصال وهما المرسل والمرسل إليه (المبدع والمتلقي) فالفن في النهاية ليس لفرد بذاته وان اوهمنا ما نري منه انه لنا وحدنا؛ بل هوللجميع فكل عمل فني يطوي تحت عباءته أشكال وصور صارخة في وجه الحياة تأكد ان الإنسان مازال يحيي مازال يفكر مازال يعبر.