محمد فاضل القباني يكتب عن رحيل الدكتور علاء عبد العزيز: في وداع أستاذ، وأب روحي
محمد فاضل القباني: ممثل ومخرج ومدير مؤسسة اتجاهات للإعلان
في العاشرة صباحا، بينما استعد للنوم بعد فجر يوم طويل، كان النوم قد استعصى علي، شعرت أنه علي الانتظار بعض الوقت، كان شعورا غريبا يتسلل إلي، فجأة وبينما اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي مر أمام عيني خبر مفجع يقول: “وفاة الدكتور علاء عبد العزيز”، هكذا رحل الأستاذ في هدوء مثلما تعودنا منه دائما، خفيف الروح، عظيم الحضور:
نعم، رحل الدكتور علاء عبد العزيز، لكنني لا أكتب اليوم كلمة رثاء، فالرثاء للموتى لكنّه باق للأبد. قد يختفي من حياتنا الظامئة لحضوره، لكنه يبقى حيا في أرواحنا وقلوبنا إلى ما شاء الله. لعلها كلمة رثاء لمريديه وعشاقه وتلاميذه الذين لا تطيب لهم الحياة إذا غابت عنها طلعته المشرقة وحديثه الطيب وجاذبيته المؤثرة الباقية.
في لحظة وداع مؤلمة، نقف متأثرين لنودع صديقًا، واستاذًا، وأبًا روحيًا. كلمات الفراق تصعب في تلك اللحظات، حيث يتسلل الحنين والحزن إلى قلوبنا، ففقدان شخصًا عزيزًا يترك فراغًا لا يمكن ملؤه بسهولة. كان الراحل صديقنا وأستاذنا والقامة العظيمة في حياتنا، إذ جسد الحكمة والتوجيه، كان داعمًا للعلم والتعلم، مشاركًا معرفته بإيجابية وحماس، كلما تذكرناه، نجد بصماته ترتسم في مساراتنا الحياتية.
شرُفت العمل تحت إدارته بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 2020، وبالتعاون مع صديقي المخرج عادل حسان باللجنة الإعلامية بالمهرجان. كان صديقًا حميمًا، فقد شاركنا لحظات الفرح والحزن، كان يعرف كيف يشجعنا عند الضيق ويشاركنا الضحك في أوقات السعادة، كان قلبه كبيرًا وروحه مفعمة بالعطاء.
ومع وداعنا له، نتذكر دروسه الحياتية والقيم التي علمناها، كان قدوة حية للتفاني والعمل الجاد، لن ينسى إرثه الفني والعلمي العظيم، ندعو له بالرحمة والسكينة، ونتمنى أن تظل ذكراه حاضرة في قلوبنا، فإنه لن يتلاشى وسيظل جزءًا من حياتنا اليومية.
في هذا الوقت الحزين، نتقاسم الألم مع أسرته وأحبائه، وندعو الله أن يمنحهم الصبر والقوة لتجاوز هذا الفقدان الكبير. إن الرحيل قد يكون نهاية جسدية، ولكن الذكريات والتأثير الإيجابي الذي خلفه سيظل خالدًا.
في وداع الصديق، والأستاذ، والأب الروحي، نقول وداعًا بقلوب محطمة، ولكننا نحمل معنا ذكريات جميلة، وحضورا علميا وفكريا وإنسانياً سيظل حاضرًا في حياتنا إلى الأبد.