مقالات

نسرين نور تكتب: كُتاب المسرح العرب الأمريكيين.. بيوت وأوطان


نسرين نور
نسرين نور

للسنة الرابعة على التوالي تعقد الجامعة الأمريكية في القاهرة_أواخر فبراير وأوائل مارس من كل عام_ ملتقى يضم أحد عناصر العمل المسرحي “الكتاب” تحت عنوان جامع للنوع وهو كتاب المسرح العرب الأمريكيين. وقد عٌنى المتلقى هذا العام بكتاب متميزين ولديهم إنجازات ولاتزال هموم أوطانهم تشغل حيزا معتبرا في أعمالهم.

بدأت الدورة الأولى عام 2021 عن كاتبات ومخرجات المسرح المصري.جمع المؤتمر مجموعة من أبرز الشخصيات النسائية في المسرح المصري،حيث شارك في لجنة الكتابة المسرحية المؤلفات المسرحيات المشهورات سلوى بكر ورشا عبد المنعم ونسرين نور ونسمة يوسف إدريس. وضمت لجنة الإخراج المخرجات الناجحات نورا أمين وعفت يحيى وعبير على حزين وداليا بسيوني. وناقش دور المرأة في المسرح والتحديات الفريدة من نوعها التي تواجهها المبدعات المصريات.

وعن أسباب إنشاء المؤتمر قالت د.دينا أمين: لقد أسست هذا المؤتمر ليكون حدثًا سنويًا لبناء مجتمع من صناع المسرح والمهنيين الذين يفكرون بشكل جماعي ونقدي حول حالة المسرح المصري والعربي المعاصر. يتمثل أحد الأهداف الرئيسية للمؤتمر في ربط طلاب المسرح بالصناعة والمهنيين في هذا المجال على أمل تطوير فرص العمل والتعاون في المستقبل. لقد تلقيت تمويلًا من خلال منح دعم أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ، وأقوم حاليًا بتنظيم النسخة القادمة من المؤتمر. كانت الطبعة الأولى بعنوان “كاتبات المسرحيات ومخرجات المسرح المصريات” وكانت الأولى من نوعها التي جمعت جيل الشباب من النساء في المسرح مع كبار السن وركزت على زيادة ظهور المرأة ومشاركتها في المسرح المصري. أما النسخة الثانية فكانت بعنوان “تمكين الأصوات الناشئة والمستقلة والمهمشة في المسرح المصري”. كان الهدف من تلك النسخة هو توفير منصة للأصوات الصامتة والممثلة تمثيلاً ناقصًا والمهمشة في المسرح المصري اليوم.

أما النسخة الرابعة هذا العام فقد حملت اسم كتاب المسرح الأمريكيين العرب: المنازل والأوطان.

ذلك لأن المشهد المسرحي الأمريكي هوالأكثر شعبية والأكبر في العالم، يهدف العديد من صانعي المسرح إلى إنتاج مسرحياتهم هناك. ومع ذلك، عندما يكون المخرج المسرحي شخصًا عربيًا يحاول سرد القصص العربية، يصبح تقديم مسرحياته أكثر صعوبة. ويهدف المؤتمر إلى إعطاء صوت للكتاب المسرحيين العرب الأمريكيين الذين تمكنوا من النجاح في السوق الأمريكية. ومن خلال الدروس المكثفة وجلسات الأسئلة والأجوبة المثمرة، سوف يفهم الحاضرون كيف يمكن للقصص العربية أن تتناسب مع قانون المسرح الأمريكي. وسيستضيف المؤتمر أيضًا قراءات مسرحية لمسرحيتي “صيام أمريكي” لكريم فهمي و”ساعة من الشعور” لمنى منصور لإعطاء الجمهور فكرة عن الإمكانات التي تتمتع بها الأصوات العربية في أمريكا والحرية التي يمكنهم من خلالها مناقشة موضوعات معينة. كما يتضمن ورشة للكتابة المسرحية يقدمها الكاتب كريم فهمي، وورشة عن الارتجال يقدمها أحمد رضوان.

اعتمدت الورشة المسرحية على الارتجال والعصف الذهني باستخدام شطحات خيالية لتفتح كل الآفاق بلا معوقات وحضرها 25 من المتدربين من طلاب الجامعة الأمريكية.

وعن الكتاب المشاركين هذا العام قالت: كريم فهمي هو مخرج وكاتب مسرحي وكاتب سيناريو كندي المولد من أصل مصري.قام بإخراج وتطوير المسرحيات في المسارح في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك MCC، The Atlantic، The New Group، Ensemble Studio Theatre، New Dramatists، The Civilians، مسرح الكتاب، مسرح سينسيناتي، مسرح جيفا، مسرح بايونير، مهرجان المسرح الأمريكي المعاصر. أما أكثر مايلفت الانتباه في عمله فهو تمسكه ببعض من أصوله التي جاء منها.فعلى سبيل المثال قدم مسرحية”دودي وديانا” وهي_ كما هو واضح من الاسم_ تتعرض لقصة حب أميرة ويلز ديانا مع عماد الفايد والتي انتهت بمأساة.،وتأهلت المسرحية لنهائيات O’Neill NPC وعرضت للمرة الأولى عالميا في
Colt Coeur وأما مسرحيته التي يقدمها هنا “صيام أمريكي” فقد حازت على جائزة Woodward/Newman . أما مسرحيته الأخرى التي ظهر فيها أثرا لأصوله المصرية فهي ” The Triumphant” وهي مقتبسه من الرواية الأكثر مبيعًا عمارة يعقوبيان.

تم تطوير أعماله في شركة أتلانتيك ثياتر، ومركز دنفر، ومسرح نورثلايت، ومسرح نيويورك، ومسرح سيتاديل.وعن مشاركته في الملتقى هذا العام قالت: يشارك كريم بمسرحية”صيام أمريكي” وتحكي عن “خادي” بطلة فريق كرة السلة الجامعي التي تتزامن قيادتها لفريقها خلال بطولة NCAA للسيدات،مع شهر رمضان، تكذب خادي على والدتها المتدينة بشأن صيامها. وخادي هذا هو اسم الدلال لخديجة وتتعرض المسرحية بشكل كوميدي لخلاف متكرر الحدوث بين الأهالي المسلمين وأبنائهم ممن ولدوا وتربوا في ثقافة مغايرة،مع عدم الحكم على أي منهما حيث لا تقع المسرحية في ثنائية الصواب والخطأ.لكن فقط تتعرض لثقافتين وطريقتي تفكير مختلفتين.مع عالمية الحدث،فهنا أيضا_ليس في أمريكا فقط_يحدث أن يتعارض وقت الصيام مع أوقات المباريات بمختلف أنواعها.

المسرحية من إخراج:نور القبطان

يقدم كريم أيضا ورشة للتأليف المسرحي لطلبة وطالبات الجامعة الأمريكية في القاهرة.

أما منى منصور فهي كاتبة مسرحية وكاتبة سيناريو من أصول شرق أوسطية.وهي حاليا كاتبة مسرحية مقيمه في مؤسسة نيودراماتيكس.وغالبا ما تكتب عن الشرق الأوسط.وقد تعاونت مع العديد من المخرجين وتكرر تعاونها مع المخرج الإنجليزي مارك وينج ديفي. وتشارك في الملتقى بمسرحية “ساعة من الشعور”.،وعن مضمون المسرحية تقول د.دينا أمين: كما هي عادة منى منصور تستحضر لحظة هامة مر بها الشرق الأوسط،ففي عام 1967_وخريطة الشرق الأوسط على وشك أن تتغير بشكل جذري _مدفوعًا بحبه للشعر الرومانسي الإنجليزي، يسافر أدهم من فلسطين إلى لندن مع زوجته الجديدة عبير لإلقاء محاضرة تحدد مساره المهني. بينما يتعرض زواج الزوجين الشابين للاختبار، يكافح أدهم للتوفيق بين طموحاته وجاذبية الأسرة والمنزل. ولكن ماذا لو كان اغتنام اللحظة يعني التخلي عن كل ما يعرفه؟

المسرحية من إخراج:دايمند عبود

أما عن الدورة القادمة ومستقبل الملتقى قالت د.دينا أمين: ستجمع النسخة المقبلة، التي ستحمل عنوان “كاتبات ومخرجات المسرحيات العربيات: أرشيفات وذاكرة”فنانات مسرحيات من عدد من البلدان العربية للمشاركة في حلقات نقاش وتقديم عروض فردية. سيكون هذا المؤتمر هو الأول من نوعه من حيث جمع النساء من مختلف الدول والأجيال العربية لمناقشة التحديات التي يواجهنها على الصعيدين المهني والاجتماعي، وكذلك كيفية إدارتها على الرغم من تلك المعوقات لكسر السقف الزجاجي. وما مسببات الاستمرارفي حياتهم المهنية على خشبة المسرح.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى