مقالات

قلب قصة جديدة لـ مريم سمير


كانت الثلاجة باردة جدا، لكنها أصرت أن تدخل فلا يمكن أن يدفن دون أن تلقي عليه النظرة الأخيرة وما أن وضع أمامها الصندوق المعدنى وتم فتحه حتى أجهشت بالبكاء لمرأه نظرت إلى طبيبها تستفهم فرد: هى بقايا مشاعر مخزنة في المخ سرعان ما ستنتهى رجعت ببصرها إلى ما في داخل الصندوق وهمست بحنو: أنه صغير جدا.. أخذت تتذكر بداية القصة عندما تركها حبيبها وكسر قلبها كانت تبكي بحرقة شديدة للأيام طويلة لم تنجح كلمات الأصدقاء ولا دعم الأهل في انقاذها مما هى فيه حتى السفر وتغير الأماكن فشل في ذلك أيضا.

وفى يوم كانت تطالع شبكة الإنترنت لعلها تجد ما يشغلها فوجدت خبر عن اختراع جديد يمكن أن يحل محل القلب فى جسد الإنسان وهنا تحمست للأمر ذهبت للطبيب واتفقت معه على العملية حذرها أثناء الاتفاق: لن تشعرى بشىء بعد العملية إطلاقا، أطرقت برأسها إلى الأرض وقالت بهدوء: الشعور لعنة.. أنا لا أريد أن أشعر بأي شىء فأومأ الطبيب موافقا برأسه، ولكنه قال: ربما الآن لا تريدي الشعور ولكن عليك أن تعلمي أنك لن تشعري أبدا بعد ذلك حتى أنك لن تحبي من جديد وستفوتي عليك الفرص القادمة.. عليك بالتفكير جيدًا، رفعت رأسها لأعلى وقالت بنفاذ صبر: أنا لا أريد فرص قادمة مع الحب.. كل ما أريده هو السكينة، أنا موافقة على إجراء العملية مهما كانت المخاطر، لم يعلق الطبيب وإنما رفع سماعة الهاتف وقال للمتحدث: هل يأتى أحدكم ليحضرها للعملية.

عندما كانوا يحضرونها للعملية علمت أنها ستُجري لها وهى مستيقظة مع استخدام بنج قوى لتخدير منطقة الصدر.. وضعوا ساتر يمنع رؤيتها لما يجري ولكن عندما أزال الطبيب قلبها شعرت باختناق فجأة لم تستغرق الكثير حتى عاد تنفسها طبيعى فعلمت أن قلبها غادرها إلى الأبد، وها هى الآن تطالعه للمرة الأخيرة قبل أن يدفن شعرت، أن السكينة تغزوها ببطء فمسحت وجهها ثم صاحت: هيا بنا.

وفى المقابر بعد أن غسلوا قلبها بماء الورد كما طلبت وضع بين يديها فقبلته ثم مستدته الأرض وأخذت تراقب العامل وهو يهيل عليه التراب، كانت تراقبه بهدوء وهى تشعر أن اللامبالاة تتوسع بداخلها بقوة قاضية على أي شعور آخر، انتهى العامل من دفن قلبها وغادر، وقفت صامتة لدقائق منكسة الرأس ثم رفعت رأسها بقوة مسحت آخر دمعة ستنزل من عينيها للأبد.. وغادرت المكان.

….تمت….

 


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى