مقالات

الفنان جمال الفيشاوي يكتب: نظرة على ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي – الدورة السابعة


الناقد جمال الفيشاوي

تحت رعاية كريمة من صاحب السمو/ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة الذي يهتم اهتماما لا محدود بالمسرح إيماناً منه بالدور الفعال الذي يلعبه المسرح فيقول “أدركتُ السَّحرَ الكامنَ في عوالمِ المسرح، في سبر أغوارِ النَّفس البشريَّة ومكنوناتِها، وفتحِ المغاليق التي تحتويها، مما رسَّخَ لديّ قناعةً واسعةً، أنَّ المسرح بوصفه هذا، يشِّكل عاملَ توحُد إنساني، يستطيع من خلاله الإنسان أن يغلِّف العالم بالمحبَّة والسلام، ويفتح آفاق حواراتٍ بين مختلف الأجناس والأعراق والألوان، على اختلاف معتقداتهم الإيمانية” فالمسرح هو أداة تثقيف اولاً، والترويح عن النفس ثانياً، وكذلك التعارف والتأخي بين الشعوب، وأن الخير يوحد البشر وأن الشر يفرقهم، وفي إطار دعم سموه الدائم لكافة الأنشطة على الصعيد المسرحي أقيمت الدورة السابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي والذي تنظمه دائرة الثقافة خلال الفترة من ٨ / ١٢ / ٢٠٢٣م ولغاية ١٢ / ١٢ / ٢٠٢٣م بمنطقة كهيف، ويواصل مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في دورته السابعة ترسيخ دعائمه، وتعميق حضوره، بصفته احتفالاً متجدداً بثراء الثقافة الصحراوية العربية، هذه الثقافة الحيوية التي ألهمت أسفار الرحالة، وقصص الرواة بفضائها الواسع، ورمالها وكثبانها ووديانها، هذا الفضاء لمنطقة الكهيف نزهةً ملهمةً في الطبيعة الخلابة، وصمم فضاء المهرجان في هيئة قرية صحراوية، أعدت منصة العروض في موقع تحيطه الوديان والكثبان والخيام، ومجهز بكافة المستلزمات الضوئية والصوتية، فهو فضاءً رحباً للابتكار والتجريب الفني، ويسعى المهرجان إلى استكشاف الصلات بين أشكال التعبير الأدائي والسردي التي تعمر الصحراء مسترشداً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

وقد شارك في هذه الدورة نخبة من الفنانين المسرحيين العرب، للمشاركة في العروض او المشاركة في المسامرات الفكرية أو النقدية أو ضيوف المهرجان كما استقطب المهرجان أعداداً غفيرة من الجمهور من مختلف الجنسيات، وللعام السادس على التوالي ومنذ الدورة الثانية أقيمت خيام مجهزة بكافة مستلزمات المبيت إضافة إلى مجالس سميت بأسماء مسرحيات مسرحيات من تأليف صاحب السمو عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وصلت جميع الوفود المشاركة في المهرجان يوم الخميس الموافق ٧ / ١٢ / ٢٠٢٣م.

البرنامج الثقافي

تعارف:
في تمام العاشرة من صباح يوم الجمعة الموافق ٨ ديسمبر ٢٠٢٣م أقيمت حفل تعارف في مقر إقامة الضيوف وفي هذا اللقاء تحدث مخرجي عروض الدورة السابعة للمهرجان عن أبرز ملامح تحضير وإنجاز أعمالهم المشاركة، وعن تجربة المهرجان وانطباعاتهم حولها.

المسامرات الفكرية:
في اليوم الثاني من أيام المهرجان الموافق ٩ / ١٢ / ٢٠٢٣م، وفي تمام الخامسة مساءً وفي حلقة المسامرة التي صممت على التراث العربي؛ أقيمت المسامرات الفكرية تحت عنوان (تحديات الأداء التمثيلي في المسرح الصحراوي)، وكان زمن المداخلة عشرة دقائق، وكان النقاش يلي تقديم جميع المداخلات وأدار الجلسات عبد الله راشد من دولة الإمارات العربية المتحدة.

الجلسة الأولى: من الساعة الخامسة إلى الساعة الخامسة والنصف
المداخلة الأولى: التمثيل في المسرح الصحراوي.. تساؤلات وتأملات
وكان المتحدث فيها (الدكتور عبد المجيد أهرى) من المملكة المغربية.
المداخلة الثانية: الصحراء بصفتها فضاء تمثيلياً بكراً
وتحدث فيها (رشيد كريم) من السويد.
المداخلة الثالثة: مؤدي القصص الشعبي بين التمثيل والتشخيص
تحدث فيها (الدكتور محمد أمين عبدالصمد) من مصر.
وعقب ذلك كانت استراحة قصيرة مدتها عشرة دقائق.
الجلسة الثانية: من الساعة الخامسة وأربعون دقيقة إلى الساعة السادسة
المداخلة الأولى: المسرح الصحراوي وفاعليته التمثيل بين الدراما والأنثروبولوجيا.
وتحدث فيها (الدكتور عصام عبد العزيز) من مصر
الجلسة الثانية: هل الممثل شيء في المسرح.
وتحدث فيها (الدكتور رشيد بناني) من المملكة المغربية.
ثم تم فتح باب النقاش الذي استمر للساعة السابعة.

المسامرات النقدية:
شارك في عروض المهرجان خمسة دول عربية عرضت على مدار خمسة أيام، وسميت ليالي العروض باسم الدولة المشاركة، وعقب كل ليلة عرض أقيمت مسامرة نقدية، وتهدف المسامرات النقدية إلى تسليط الضوء على العروض المشاركة، من خلال طرح الأسئلة عن مضامين وأشكال العروض، ومحاولة تحليلها وتفسيرها وتقيمها، وذلك بالتعقيب على العرض، ثم تفتح المشاركة في المسامرة لجمهور الحضور سواء من الفنانين أو النقاد أو جمهور متذوق للمسرح وقدم التعقيب حسب ترتيب ليالي العروض.

وفي الليلة الأولى ليلة الافتتاح سميت بليلة الإمارات بعرض الناموس، من تأليف (سلطان النيادي) ومن إخراج (محمد العامري)، وعقب على العرض (محمد سيد احمد).
وكانت الليلة الثانية الليلة الموريتانية بعرض أولاد العالية، تأليف وإخراج سلي عبد الفتاح وأشراف حافظ خليفة، وعقب على العرض (فوزية ضيف الله).
أما الليلة الثالثة فكانت الليلة الأردنية بعرض منيفة تأليف (أحمد الطراونة) وإخراج فراس المصري، وعقب على العرض (محمد الضمور).
والليلة الرابعة كانت الليلة السورية بعرض الذيب تأليف وإخراج (سامر محمد إسماعيل)، وعقب على العرض (محمد ناصر المولهي).
وجاء ختام ليالي المهرجان في الليلة الخامسة وسميت الليلة المصرية بعرض الخروج إلى النهار ترنيمة الصحراء من تأليف وإخراج (انتصار عبد الفتاح)، وعقب على العرض (جمال الفيشاوي).
انطلاق عروض المهرجان

في تمام الثامنة مساءً وتحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي انطلقت أولى فاعليات دورة المهرجان في منطقة الكهيف، وقدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني عرض (الناموس) من دولة الامارات العربية المتحدة من تأليف (سلطان النيادي) ومن إخراج (محمد العامري) وبحضور كبير لمشاهدة العرض جاءت مجموعة من الفنانين المسرحين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وكذلك جمع كبير من مواطني الإمارات العربية المتحدة والمقيمين فيها.

نبذة مبسطة عن ليالي العروض المسرحية:

الليلة الإماراتية: الناموس

قدمت فرقة مسرح الشارقة الوطني العرض المسرحي الناموس تأليف وأشعار سلطان النيادي، وإخراج محمد العامري، تمثيل أحمد الجسمي، سميرة أحمد، إبراهيم سالم، عبد الله مسعود، سارة السعدي، ساعد الجنيبي، بدرية آل علي، على مانع الأحبابي، محمد الكعبي.

كلمة الناموس تنسب لأهل البادية قديماً، وهي في قاموس اللهجة المحلية تعني الشرف والمكانة الرفيعة التي ينالها الشخص الذي يقوم بعمل استثنائي، يحقق فيه لنفسه وللمجتمع العزة والكرامة والمجد والفخر. تدور فكرة العرض عن القيم والمضامين البدوية النابعة من البيئة الإماراتية والعربية، والتي يتميز فيها الفرد بالحكمة ويغلب مصلحة الجميع على مصلحته الشخصية، وكيف يتمسك بالدفاع عن الأرض والعرض، والتأكيد على قيم الشجاعة ورباطة الجأش، فهي دعوة للاتحاد، وأن في الاتحاد قوة وفي التفرقة ضعف.

وتدور حكاية العرض عن قبيلة ما (حكاية من وحي الخيال وليست حقيقية) كل من فيها متكاسل ومتراخي، تغير عليها قبيلة أخرى مراراً وتكراراً، هذه القبيلة المتكاسلة لا يتحرك لأفرادها ساكناً، إلا أن يكونوا صاغرين لتنفيذ أوامر ورغبات القبيلة المعتدية، والخضوع للصلح بشروط المعتدي، وتعود الكَرة مرات ومرات، تظهر في هذه القبيلة المتخاذلة شاب يقرر أن يواجه العدو الذي يغزو ديارهم حتى لو كلفه الأمر حياته، فذلك خيراً له عن حياة الذل والهوان، وسيصبح خير مثالاً على التضحية بالنفس في سبيل العزة والكرامة، ويساعد عمله هذا على خلق جيل جديد يملك النخوة والشجاعة والبطولة والفداء، ويدافع عن الأرض والعرض، ولا يقبل الاستكانة والذل والهوان، ويغرس فيهم قيم التمسك بالأرض والدفاع عن النفس بالترابط والتأخي، والتكاتف معاً ولم الشمل والبعد عن التشظي والانشقاق، ويصبح الجميع على قلب رجل واحد في مواجهة أي غزو ودحر العدو.

ينتهي العرض بظهور مجاميع من الشبان يرتدون حلة جديدة في إشارة أنهم تخلصوا من ثوب الذل والمهانة، وارتدوا ثوب الشجاعة والفداء ليعيشوا وهاماتهم مرفوعة شامخة في عزة وكرامة.

جسد المخرج صراعات ومعارك لا تكاد تنطفئ نيرانها حتى تعود وتشتعل من جديد، كما اعتمد في عرضة على الحوارات السردية والقصائد الشعرية التراثية، واستخدم عدد من أحصنة البيئة البدوية والمشاعل والنيران، بجانب التقنيات المسرحية والخدع لخلق عنصر التشويق لدي المتلقي.

شارك في العرض:
ألحان وأداء الشلات: محمد البادي، أداء الشلات: الدماني، التأليف الموسيقى والمؤثرات الصوتية: إبراهيم الأميري، الأشراف على الملابس والاكسسوارات: فيروز فوزي نسطاس، التسجيل الصوتي: مؤسسة جرناس للإنتاج الفني- م- عمر صلاح، تنفيذ الإضاءة: ماجد المعيني، حميد العسيري، تصميم المطبوعات: م – ماجد الجويعد، الفريق التقني: محمد عادل، مجيد حميد، تنفيذ الإنتاج: أحمد الدلالي، المسئول الإداري: يحيى البدري، المسئول المالي: محمود هاشم، الإشراف العام: أحمد الجسمي، مدير الإنتاج: على طالب، الإشراف الإداري: د. محمد يوسف.

الليلة الموريتانية: أولاد العالية

قدمت فرقة جمعية إيحاء للفنون الركحية العرض المسرحي أولاد العالية تأليف وإخراج سلي عبد الفتاح، إشراف حافظ خليفة، تمثيل عالي سالم، محمد عزيز سويلم، مراد آبه، أم المؤمنين عثمان، محمد فال، سلي عبدالفتاح، حمود عثمان، النبوي محمد، فريد ماجد.

اولاد العالية قبيلة انقسمت إلى مجموعة قبائل كانوا جميعاً يعيشون على الرعي مثل كل سكان الصحراء، ومن باطن قبيلة أولاد العالية ظهرت قبيلتين دبت بينهما الفرقة وأصبحا خصمين متحاربين.تدور فكرة العرض عن خصال وشيم العرب مثل النبل والشهامة والكرم والعفو عند المقدرة ونشر السلام. والحكاية تدور حول فرسة يطلق عليها المزوزة، والمزوزة أسم من أسماء الفرسة العربية الحليقة الشعر، وكان أمير أحد القبائل يمتطي صهوة فرسة المزوزة ويتبعه كل الفرسان والأحصنة عندما تشتعل الحرب بينهما وبين قبيلة أخرى، وتكون الغلبة دائما للقبيلة التي تملك المزوزة، وينسحب فرسان القبيلة الأخرى من المعركة ويجتمع الرأي على سرقة المزوزة معتقدين أنها هي سبب انتصار القبيلة المنتصرة.

يتطوع أحد أبناء القبيلة المنسحبة يدعي عمر البيلي بالذهاب إلى القبيلة المنتصرة وسرقة المزوزة في خلال سنة منذ تاريخه، وبالفعل يذهب إلى القبيلة الأخرى ويعيش وسطهم بعد أن يحتال عليهم بأنه معلم للصغار، وبعد فترة يسرق المزوزة، فيقبض علية ويوضع في السجن حتى يبت في أمرة، وعندما يعلم الأمير بالحكاية يعطيه المزوزة هدية ويطلق سراحه، وعندما يذهب لقبيلته ويروى ما حدث؛ ترفض أن تمتلك المزوزة وتردها لصاحبها الذي تميز بحسن الخلق ورد الخيانة بالتسامح والكرم، وتمد يدها بالسلام، فتقبل القبيلة الأخرى السلام وينتهي العرض.

كان للحوار وموسيقى العرض دورا كبير لإضفاء نكهة البيئة الموريتانية على العرض، وخاصة استخدام آلة التيدينيت الموسيقية، والتي يعتبرها الموريتانيين أم الموسيقي، وهي آلة وترية تتكون من أربعة أوتار كحد أدنى، وتضفي ألقاً على الموسيقى، ويختار استخدامها على الرجال فقط، وقدم المخرج رؤية بصرية متميزة استخدم فيها حركة الممثلين بشكل جيد بجانب التقنية المسرحية، وكذلك الخيول، ولكن كان يجب أن يهتم بالتسجيل الصوتي جيداً.

شارك في العرض:
صوت: عبد القادر كان، ديكور: حمادي عبد الله، موسيقى: سيدي كان الشيخ آبه، جا سكتو الشيخ آبه.

الليلة الأردنية: منيفة

قدمت فرقة المسرح الحر العرض المسرحي منيفة تأليف أحمد الطراونة، وإخراج فراس المصري، تمثيل كرم الزواهرة، معتصم فحماوي، غادة عباسي، أريج دبابنة، محمد أبوديه، رناد ثلجي، طارق الشوابكة، إياد شطناوي، منذر خليل.

منيفة هو اسم علم مؤنث تعني الشريفة، أو الرفيعة المقام، أو التامة الطول، أو الممشوقة القوام، أو الحسنة الوجه، ومنيفة من الأنفة والشموخ، والعرض هو حكاية بدوية أردنية سمى على اسم بطلته منيفة. تدور فكرة العرض حول ملحمة درامية بين الحب والشر، ويقدم العرض مجموعة من المضامين التي لها علاقة بحياة البادية الأردنية بشكل خاص والعربية بشكل عام، ومن هذه المضامين الحب والشجاعة والبطولة والمروءة والكرم، وهذه العادات والتقاليد العربية الأصيلة يشتهر بها العرب رغم الحياة القاسية الموجودة في الصحراء.

حكاية منيفة تدور حول فتاة خرجت مع والدها في رحلة لزيارة المدينة، وأثناء العودة إلى مقر إقامتهما في قرية ما؛ يخرج عليهما اللصوص قطاع الطرق وينهبوا كل ما لديهم من أموال ومتاع ويتركوهم في الصحراء، ينجد الشيخ وابنته أحد المارة في الصحراء ويصل به إلى قبيلة الشيخ ناصر، ومن المعرف عن العرب أكرام الضيف، فيضيف الشيخ ناصر ابو فهد أحد شيوخ قبائل العرب هذا الضيف وابنته منيفة ويأمر له بأن تدق له خيمة مثل خيمته، لكن والد منيفة لا يفصح عن اسمه الحقيقي، ويطلق على نفسه اسم شبيب ويطلب من الشيخ ناصر أن يعمل لديه راعي للغنم فيوافق الشيخ ناصر.

يقع فهد بن الشيخ ناصر في حب منيفة ابنة راعي الغنم، وتعلم شوفة بنت عمه بذلك فتحاول أن تعترف لأم فهد زوجة عمها الشيخ ناصر بحبها لفهد وتلفت نظرها إلى أنها ابنة عمه في محاولة منها للتفرق بين فهد ومنيفة، فمن عادات العرب أن أبن العم أولى بالزواج من بنت عمه عن أي شخص أخر.

يصارح فهد أمه بحبة لمنيفة، وعندما تبلغ أبيه الشيخ ناصر بأن فهد يريد الزواج من منيفة؛ يتفجر الصراع، والصراع هنا هو صراع التقاليد، فيثور الشيخ ناصر ويرفض أن يتزوج ابنه فهد من منيفة، فوالد منيفة راعي غنم، وسوف يعايره العرب إذا تزوج فهد منيفة التي ليس لديها الحسب والنسب ويترك ابنة أخية ذات الحسب والنسب، يهدأ أخو الشيخ ناصر ووالد شوفه من روع أخية ويقترح عليه بأن يرسل فهد مع بعض أبناء القبيلة في مأمورية خاصة بالقبيلة وعند عودته يكون تم طرد شبيب وابنته، وبهذه الحيلة يرضخ فهد للأمر الواقع ويتزوج ابنة عمه شوفة.

يبلغ الشيخ ناصر شبيب وابنته بالرحيل عن القبيلة دون أي سبب، وأنه سيعطيه ربع ممتلكاته نظير خدمته له، ولكن في غياب فهد فارس القبيلة ومعه بعض من الرجال تغير قبيلة أخري على قبيلة الشيخ ناصر فيتصدى لهم شبيب والد منيفة ويهزمهم فيفروا خارج الديار إلى حيث جاءوا، فيطلب الشيخ ناصر من شبيب البقاء معهم لكنه يرفض ويرحل مع ابنته إلى دياره.

عند عودة فهد لم يجد منيفة ووالدها، ويزوجه والده من ابنة عمه، لكنه يعلم بالمؤامرة التي حكيت ضدة وحبيبه منيفة، فيتصاعد الصراع ويضع حد السيف بينه وبين شوفة ويطلقها ويهيم على وجهة في الصحراء، فيخرج علية قاطع طريق يدعى بريثع يهدده بترك أمواله ومتاعه نظير حياته فيتركها له فهد ويطلب منه أن يقتله، يتعجب بريثع من هذا التصرف، فيخبره فهد بأنه الفارس فهد بن الشيخ ناصر وأنه قادر على قتله، فيرتعد بريثع ويطلب من فهد أن يحكي له قصته، فيحكي فهد حكايته حتى يساعده بريثع على معرفة مكان منيفة، وبالفعل يعثر فهد على منيفة، ويبدأ الحل عندما يعلم أن والد منيفة هو شيخ من مشايخ العرب ويدعي الشيخ نواف، فيفخر به الشيخ ناصر ويبارك هذه الزيجة، ويحقق فهد حلمة ويتزوج محبوبته منيفة.
أجاد المخرج في استخدام أدواته وخلق رؤية بصرية متميزة باهتمام كل المشاركين في العرض خاصة الممثلين.

شارك في العرض:
إدارة الإنتاج وفني صوت: زاهي حمامرة، تصميم وتنفيذ إضاءة: محمد المراشدة، مساعد مخرج ومدير خشبة وخدع مسرحية: علاء ربابعة.

الليلة السورية: الذيب

قدمت فرقة تجمع أشجار للمسرح الحر العرض المسرحي الذيب تأليف وإخراج سامر محمد إسماعيل، تمثيل يوسف المقبل، رئيسة مصطفي عبد الله، علد الله الأحمد.

فكرة العرض مستوحاة من حكاية بدوية من بلاد الشام وتدور فكرتها حول الأعراف والتقاليد. تدور حكاية عرض الذيب حول قبيلتين شبت بينهم الحرب ويوجد شخص يدعي نواف دخلت قبيلته في حرب ضد قبيلة زوجته عنود، وكما جرت أعراف العرب يكون لزاما على الأخ أن تغادر أخته قبيلة الخصم وتترك زوجها، ولذلك ذهب هزاع شقيق عنود وطلب منها مغادرة منزل زوجها، تلبي عنود طلب أخيها صاغرة على الرغم من حبها لزوجها لتمتثل لأعراف القبيلة، ويتركها نواف ترحل على الرغم من حبه الشديد لها، ومرت الأيام والشهور واشتاق نواف إلى زوجته عنود فأرسل إليها خبراً أن تنتظره ليلاً بعيدا عن أعين قبيلتها، وسيلقاها عند عواء الذئب ثلاثة مرات، وبالفعل يذهب إليها في ديارهم ويقيم معها علاقة كزوجين متحابين، تمر الأيام ويظهر على عنود الإعياء نتيجة الحمل؛ فتثار ثائرة أخيها هزاع، لكنه عندما يتيقن أن الجنين من زوجها نواف يلم شملهم، وتلد عنود طفل يطلق عليه أسم الذيب، ويكمل الراوي باقي الحكاية، بأن الذيب عندما يكبر سيجمع شتات القبائل وتصبح قبيلة واحدة يطلق عليها اسمه الذيب.

قدم المخرج عرض كلاسيكي وظف فيه الشعر ليكون من نسيج البناء الدرامي واستخدم الغناء واعتمد على آلة العود في عزف موسيقي متنوعة الإيقاعات، ولكن لم يهتم المخرج بأداء الممثلين في الشريط الصوتي، كما اعتمد على أداء الراوي لاستكمال الحكاية مما كان له تأثير سلبي على الرؤية البصرية، فكان يجب أن نشاهد ما يأتي على لسان الراوي من أحداث مهمة تجعل البناء الدرامي بناءً تصاعديا يخلق حالة التشويق للمتلقي.

شارك في العرض:
تأليف موسيقى: طارق مصطفى، مدير منصة: يوسف النوري، أزياء: هبة إسماعيل، إعلام: لينا حمود

الليلة المصرية: الخروج إلى النهار ترنيمة الصحراء
قدمت فرقة المسرح الصوتي العرض المسرحي الخروج إلى النهار ترنيمة الصحراء، رؤية وإخراج انتصار عبد الفتاح، وكتابة الحوار متولي حامد، تمثيل عايدة فهمي، سعيد صديق، هاني عبد الحي، نهي مندور، نسمة عادل، فيروز عبد الفتاح، آية أحمد، آن توماس، بالاشتراك الراحل دكتور هناء عبد الفتاح (صوت مسجل).

تعتمد فلسفة عروض انتصار عبد الفتاح على مفهوم المسرح الصوتي (البوليفوني)، والذي سعى لتأسيسه، والتعامل مع الصوت بجميع أشكاله وأنواعه، كظاهرة أساسية وحيوية لتفسير المعاني وإعادة صياغتها من جديد. كلمة البوليفونية هي الترجمة العربية للمصطلح الأوروبي بوليفيني (Polyphonie) والذي يرجع للأصل اليوناني المكون من كلمتين (Poly) وتعني الكثير أو العديد، وكلمة (Phonie) وتعني الصوت. وبذلك يكون معني الكلمتين العديد من الأصوات، والبوليفونية مصلح موسيقي يعني مزج نغمتين أو أكثر من طبقات صوتية مختلفة بحيث تسمع في لحظة واحدة، ويكون المقصود من تلك البوليفونية هو الانفلات من الصوت الواحد والرؤية الواحدة والانفتاح على لغات متعددة ومختلفة.

تدور فكرة العرض حول الانتظار، انتظار شيء ما، هل سيأتي أو لن يأتي؟
يبدا العرض بصوت الرياح كمقدمة للعرض ثم يدخل في الأحداث والتساؤلات والدراما الغير نمطية، ثم يعود مرة أخري لصوت الرياح، وصوت الراوي وتسلم أصوات الرياح الأداء للخال والخالة وهم لا يزالان يردان نفس السؤال (الخالة: سيأتي، الخال: لن يأتي ، الخالة: سيأتي) وهي جملة تقريرية للخالة، فالرجل دائما يفكر بعقله؛ اما الأنثى تفكر بالعاطفة فالانتظار والأمل لديها أقوى من الخال، ولذلك نجد أثناء العرض لا يلمس الخال الشاب، ولكنه يشعر بقربه فقط، لكن الخالة تشعر بقربه وتضع يدها على كتفه، وذكر في العرض على لسان الممثلين بعض الكلمات مثل نبتة والنيل، وكذلك بعض اللمحات من رقصات تنتمي للحضارة المصرية القديمة فهي محطات يؤكد فيها المخرج على التراث المصري بجميع اشكاله.

استعان المخرج عدد من الشخصيات منهم الخال الجالس في الصحراء ويستمد منها حكمة ومفهوم الصحراء، والخالة التي تعيش في الصحراء وتقوم بتصنيع الفخار، والشاب الذي ينتظره الخال والخالة الذي لم يأتي، لكن الخال والخالة شعرا به فأتى الشاب أملاً وطموحاً في تغيير الواقع، والخروج إلى النهار، بمعني استمرارية الحياة الدنيا للأفضل، وأضاف إليهم سيدة الصحراء التي تؤكد على عالم الصحراء وتجيء في لحظات لتربط الحكاية وما في عمق الصحراء من أسرار، وحاول المخرج من خلال الأربعة شخوص اكتشاف لغز الصحراء وهل من الممكن أن تبوح لنا الصحراء بأسرارها، كما استعان بأربعة فتيات يمثلن الرياح الأربعة شمال، جنوب، شرق، غرب، ومن خلال العرض تشعر أن إحداهن الزوجة، والثانية تحمل الماء المقدس، والثالثة تحمل الرداء المقدس، والرابعة هي التي ترى بعيون الصحراء فتقوم بتكحيل الشاب، ويقفن جميعا في ممر نطلق عليه الممر المقدس، ويظهر مجموعة من الأشخاص رجال ونساء قادمين من بعيد، من فوق الجبل نطلق عليهم حراس الصحراء يحملون أسرجه مضاءة أو فوانيس إضاءة، فهم كالجوقة في المسرح الإغريقي، وأعتبرهم شهوداً على الحدث، وهم أحد المكونات الأساسية للعرض، وقد ظهروا بهذه الصورة لأن العرض مس شيئاً ما بداخلهم، وخرجوا من الظلام إلى النور، ومشوا جميعاً في الممر المقدس.

حقق المخرج رؤيته الخاصة بالمسرح البوليفوني بعرض ينتمي إلى عروض ما بعد الحداثة محققا بعضاً من مقولات ما بعد الحداثة ومنها التناص، والهدم والبناء، والتشظي، ومسرح الصورة.

شارك في العرض:
تصميم ملابس: محمد الغرباوي، تصميم إضاءة: ياسر شعلان، هندسة صوتية: مينا العريان، المخرج المنفذ: محمد بكر، مساعدو الإخراج: عماد حسن، أسامة جميل، أحمد راضي، إدارة مسرحية: قيثارة عبد الفتاح، المديرة الإدارية: سهام أسماعيل.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى